رمضان صبحي- بين المجد الكروي وأزمات العناوين

انطلاقًا من دروب القاهرة المعطرة بعبق التاريخ، وأحلام الطفولة الغضة التي ترعرعت بين جنبات الحواري، نحو وهج الملاعب الأوروبية وضجيج الجماهير التي تصدح باسمه، شق رمضان صبحي طريقه في عالم الساحرة المستديرة بعزيمة لا تعرف الكلل، الفتى اليافع الذي استهل رحلته على أعتاب القلعة البيضاء، لكنه قوبل بالرفض، عاد من خلال بوابة النادي الأهلي ليغدو أحد ألمع النجوم في جيله الكروي، بين لحظات التألق والإخفاق، وبين الاحتراف في ملاعب إنجلترا والتطلعات العربية، وصولًا إلى المحن التي جعلت اسمه يتردد في صدر الصفحات الإخبارية، تبقى حكايته واحدة من أروع الملاحم في تاريخ الكرة المصرية الحديث.
منذ نعومة أظفاره، عشق رمضان الكرة حتى الثمالة، وظل الحلم يراوده منذ البداية، طرق أبواب نادي الزمالك على الرغم من ميوله الأهلاوية، لكنه اصطدم بحقيقة مرة عندما سمع عبارة "أنت لا تصلح لممارسة كرة القدم"، لم يستسلم، بل جعل من هذا الرفض حافزًا للنهوض من جديد بقوة، فانضم إلى قطاع الناشئين في النادي الأهلي، وبدأ مسيرة صعود راسخة نحو الفريق الأول.
بدأت مسيرته الاحترافية من معقل القلعة الحمراء، حيث شارك للمرة الأولى في الدوري المصري الممتاز عام 2014 وهو في ريعان شبابه، حيث لم يتجاوز بعد عامه السابع عشر، ليساهم بفاعلية في فوز الأهلي بلقب الدوري في موسمي 2013-2014 و2015-2016.
مهارات رمضان الفذة ورشاقته في المراوغة جعلته محط أنظار كبرى الأندية الأوروبية، مثل أرسنال الإنجليزي وروما الإيطالي، وفي شهر يوليو من عام 2016، انتقل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عبر بوابة نادي ستوك سيتي مقابل 5 ملايين جنيه إسترليني، وسجل باكورة أهدافه في كأس الرابطة، قبل أن يحرز هدفه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز في شهر ديسمبر من عام 2017، وفي عام 2018، انتقل إلى نادي هدرسفيلد تاون، لكن هذه التجربة لم تحقق النجاح المرجو، ليعود في شهر يناير من عام 2019 إلى النادي الأهلي على سبيل الإعارة، سعيًا لاستعادة مستواه المتألق.
وفي شهر سبتمبر من عام 2020، دشن صبحي مرحلة جديدة في مسيرته الكروية بانضمامه إلى نادي بيراميدز، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في أوساط الرياضة المصرية.
لكن اسم رمضان صبحي لم يتردد في العناوين الرئيسية فقط بسبب مهاراته الكروية، ففي شهر مايو الماضي، شهد أحد معاهد السياحة والفنادق في أبو النمرس واقعة أثارت الكثير من اللغط، حيث تم ضبط شخص ينتحل شخصيته ويؤدي الامتحان بدلاً منه، ووجهت إليه تهمة "الغش والتزوير".
وبمجرد عودته من معسكر فريقه في تركيا، تفاجأ رمضان بصدور قرار بضبطه وإحضاره في مطار القاهرة، ليُحتجز ويُقتاد إلى التحقيق، حيث أمضى ساعات طويلة، وواجه خلالها اتهامات من النيابة العامة تتعلق بالمتهم الذي حل مكانه في قاعة الامتحان، بينما أصر هو على نفي أي علاقة مباشرة بالقضية.
وفي ختام الجلسة، قررت النيابة إخلاء سبيله بكفالة مالية قدرها 100 ألف جنيه، على أن تستكمل التحقيقات في وقت لاحق.